خاض الجيش العربي السوري منذ تأسيسه عام 1945 عدة حروب، وقاوم العديد من المشاريع الغربية والرجعية التي استهدفت سورية والمنطقة، حيث لم يوفر جهداً في لعب دوره القومي والوطني في الدفاع عن أبناء شعبه والشعوب العربية.
وتأسس الجيش على أنقاض “القطعات الخاصة” التي أسستها فرنسا خلال احتلالها لسورية، وضمت عساكر محلية، وطالبت الحكومة السورية منذ 1936 باستلام هذه القطعات لتحويلها لجيش وطني لكن فرنسا رفضت ذلك بحجج واهية، وتحت ضغوط عناصر القطعات سلمت فرنسا القطعات للحكومة في الأول من أب 1945، اليوم الذي اعتبر عيداً للجيش.
حرب 1967
تعتبر حرب 67 وما جرى خلالها من أهم المحطات بتاريخ الجيش العربي السوري، ليس لجهة خسارة الجولة أمام الكيان الصهيوني وحسب، بل لأن الحرب لم تكسر من عزيمة الجيش السوري، حيث خاض لأكثر من عام بعد نهاية المعارك، حرب استنزاف عنيفة بين 1969 و1970 كبد خلالها العدو خسارات في الجنود والطائرات والدبابات.
حرب تشرين التحريرية
شن الجيشين السوري والمصري في تمام الساعة الثانية من ظهر 6/10/1973 حرباً مشتركة ضد كيان الاحتلال على امتداد الجبهتين معاً، واستمرت العمليات القتالية حتى يوم 21/10 من ذات العام، وهو اليوم الذي قبلت به مصر وقف إطلاق النار بشكل منفرد، وذلك بعد تحرير القوات السورية لمدينة القنيطرة والقوات المصرية لشبه جزيرة سيناء.
وانطلقت بعدها “معارك الاستنزاف” التي خاضها الجيش العربي السوري منفرداً ضد الاحتلال لمدة 90 يوماً والتي كبدت العدو خسائر فادحة.
الهمّ القومي
لم يترك الجيش العربي السوري أي فرصة للدفاع عن البلدان العربية، حيث انخرط ضمن قوات الردع العربية في الدفاع عن لبنان من اهوال الحرب الأهلية التي ضربت البلاد عام 1976، وشكل القسم الأكبر من عديد القوات وصاحب الدور الأبرز في إنهاء الاقتتال بين اللبنانيين، عدا عن تقديمه آلاف الشهداء والجرحى، إضافة للدعم العسكري المطلق لفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية لحماية بيروت خلال الاجتياح الصهيوني عام 1982، واستمر في ذلك حتى تحرير لبنان عام 2000.
وبعد غزو الجيش العراقي للكويت عام 1990، انضم الجيش العربي السوري لقوات التحالف الدولي المشاركة في عملية تحرير الكويت من الغزو العراقي في أب 1990، حيث شارك 14300 مقاتل سوري في العمليات لكن تحت شرط أن تكون القوات السورية تحت إدارة قيادة عربية مشتركة لا قيادة أميركية.
وقام الجيش بتبني حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وفتح مراكز تدريب للمقاتلين على الأراضي السورية، إضافة لمد هذه الحركات بمختلف أنواع الأسلحة خصوصاً خلال معارك تحرير لبنان والانتفاضتين الفلسطينيتين، علاوة على دعم المقاومة العراقية إبان احتلال العراق 2003.
يذكر أن الجيش العربي السوري تصدى منذ آذار 2011 لحرب شنتها أطراف دولية وإقليمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال، عبر مرتزقة وجماعات إرهابية، هدفت للقضاء على الدولة السورية وتمزيق النسيج السوري وتغيير مواقف سورية، إلا ان الجيش كان في المقدمة مدافعاً ومضحياً عن كيان الدولة، وبقي الدرع الحقيقي والوحيد للدفاع عن سورية، شعباً ودولةً.