رفع مشروط للعقوبات عن سوريا: ترامب يربط القرار بالتطبيع مع إسرائيل
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين، رفع معظم العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة دمج البلاد في الاقتصاد العالمي، وتشجيع عملية إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب.
لاقى القرار ترحيباً رسمياً من دمشق، التي وصفته بأنه “تحول تاريخي”، في وقت أبدت فيه إسرائيل اهتماماً واضحاً بتقارب محتمل مع سوريا ولبنان.
وفي بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، أوضح أن القرار التنفيذي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، مع الإبقاء على تلك المفروضة على بشار الأسد ودائرته المقربة، ومنتهكي حقوق الإنسان، وتجار المخدرات، والمتورطين في أنشطة الأسلحة الكيميائية، وأعضاء تنظيم “داعش” ووكلاء إيران.
وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو كُلّف بمراجعة إمكانية تعليق العقوبات كلياً أو جزئياً، وفقاً لمعايير “قانون قيصر”، إلى جانب إعادة تقييم تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، واستكشاف آليات لتخفيف العقوبات المفروضة عبر الأمم المتحدة، بما يخدم الاستقرار الإقليمي.
وجاء في البيان تحت عنوان “منح سوريا فرصة للنجاح”، أن الإدارة الأميركية ترى مؤشرات إيجابية في التحولات الأخيرة داخل سوريا، بعد سقوط نظام الأسد، ما يعزز الأمل بمرحلة جديدة من السلام والاستقرار.
كما نصّ القرار على تخفيف القيود المفروضة على تصدير بعض السلع إلى سوريا، إلى جانب رفع قيود محددة كانت مفروضة على المساعدات الخارجية، ما يُعد خطوة إضافية نحو دعم جهود التعافي.
وأشار البيان إلى أن الإدارة الأميركية ستواصل متابعة التطورات في عدد من الملفات المحورية، أبرزها تطبيع العلاقات السورية مع إسرائيل، وتعزيز مكافحة الإرهاب، وتسريع ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين، ومنع إعادة تنظيم صفوف تنظيم “داعش”، إضافة إلى الإشراف على إدارة مراكز احتجاز عناصر التنظيم في شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضاً: صورة الشرع في تل أبيب: مؤشر على تحولات جيوسياسية محتملة
كما أكد البيان أن رفع العقوبات من شأنه دعم جهود إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب، مع تعزيز فرص التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية بياناً على منصة “إكس” أكدت فيه أن قرار ترامب برفع العقوبات يهدف إلى إعادة بناء الثقة بين سوريا والأسواق العالمية، موضحة أن العمل سيستمر لضمان منع الجهات غير الشرعية، وفي مقدمتها الأسد وأعوانه، من تقويض مسار الاستقرار.
من جهته، عبّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عبر منصة “x” عن ترحيبه بالخطوة الأميركية، واصفاً إياها بـ”القرار التاريخي”، مشيراًَ إلى أنها تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الازدهار والانفتاح، وتؤسس لعودة آمنة وكريمة للاجئين والمهجّرين.
إلى ذلك، أبدت إسرائيل اهتماماً سريعاً بالتطور الجديد، إذ أعلنت رغبتها في تطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان.
ورأى مسؤولون في إدارة ترامب أن رفع العقوبات سيمهّد الطريق لاندماج سوريا في محيطها الإقليمي وتحفيز المبادرات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق،قال باراك إن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أعرب عن رغبة صريحة في تحقيق السلام، مشدداً على أن “الشرع” لا يكره “إسرائيل”، و”لا يكنّ عداءً دينياً تجاه “إسرائيل”، بل عبّر عن انفتاحه على تسوية سلمية تحفظ استقرار الحدود بين الجانبين.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحولات متسارعة، وسط ترقب دولي لإمكانية استعادة سوريا لمكانتها في النظام الدولي، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الخارجية بعد أكثر من عقد من العزلة والصراع.
اقرأ أيضاً: فرحة رفع العقوبات… أم بداية وصاية جديدة؟
اقرأ أيضاً: سوريا مرشحة لدخول “اتفاقيات أبراهام”.. تحولات إقليمية