الاحتلال دمر أكثر من نصف المباني في قطاع غزة وطال عدوانه الجامعات والمناطق الأثرية
داما بوست-رصد:
أظهر تحليل جديد أن أكثر من نصف المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما تظهر الصور المفصلة للقطاع قبل الحرب العدوانية وبعدها، تصاعد القصف في جنوب ووسط غزة منذ بداية العدوان، وتبين تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير على مدينة خان يونس.
وطلب الكيان الإسرائيلي مراراً وتكراراً من سكان غزة الانتقال جنوباً لإفراغ القطاع من ساكنيه بغية تغيير وضعه الديموغرافي والسيطرة عليه وتحويله لمنطقة عسكرية، كما يتضح اليوم من تسريبات وسائل إعلام الاحتلال.
وتم توثيق روايات لسكان غزة عن قصف منازلهم بعد تدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية بشكل كلي، في مختلف المناطق من القطاع، حيث دمرت المناطق السكنية، وتحولت الشوارع التجارية المكتظة سابقا إلى ركام، وتم تدمير الجامعات وتجريف الأراضي الزراعية، كذلك انتشار الخيام على الحدود الجنوبية التي تأوي الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم.
وتؤكد الإحصائيات نزوح حوالي 1.7 مليون شخص أي أكثر من80 في المئة من سكان غزة وتجمع نصفهم تقريباً أقصى جنوب القطاع، وفقاً للأمم المتحدة.
وتشير تحليلات إضافية إلى مدى تدمير الأراضي الزراعية، حيث تم تحديد مناطق متعددة تعاني من أضرار كبيرة.
وتظهر تحليلات بيانات الأقمار الصناعية حجم الدمار الحقيقي، ويشير التحليل إلى أن ما 175 ألف مبنى في قطاع غزة قد تضرر أو دمر، وهذا ما يعادل 61 في المئة من مباني غزة.
نصف المباني في القطاع وبشكل خاص خان يونس دمرها العدوان
وتعرضت مدينة خان يونس الجنوبية بشكل خاص لضربات قوية في سياق العدوان، وتشير التحليلات إلى أن أكثر من 38 ألف مبنىً (أو أكثر من 46 في المئة من المباني) قد دمر أو تضرر.
و(برج الفرا) وهو مبنى سكني متكون من 16 طابقاً في وسط المدينة، وهو أطول مبنى في المنطقة – سويَّ بالأرض في 9 كانون الثاني، كما يظهر في الصور التي تقارن بين تاريخ الثاني من كانون الأول و 15 كانون الثاني، وتم تسوية أغلب المباني، في الحي الذي يقع فيه البرج، بالأرض بعد الهجمات الإسرائيلية العدوانية أواخر كانون الأول.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية المجمعات السكنية، خاصة في وسط منطقة خان يونس، ويمكن رؤية حجم الدمار بوضوح، حيث أصبحت الشوارع التي كانت نابضة بالحياة سابقاً، مهجورة أو مدمرة الآن.
وبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي الأمر بالإشارة إلى أن المقاومة تتعمد إقامة مقراتها في المناطق المدنية، وشرح سبب تدمير المباني في سياق استهدافها، وهذه حجة واهية للمحتل كذبتها الوقائع على الأرض.
ومن بين المباني المدمرة، جامعة الإسراء شمالي قطاع غزة، والتي تضررت بشكل كبير قبل أن يتم تفجيرها بالكامل.
وتعرضت كثير من المواقع الأثرية في غزة لأضرار واسعة، ومنها جامع العمري الذي بُني في القرن السابع.
وقال أحد الأكاديميين الذين عملوا على تقييم الدمار في غزة، إنه يختلف بشكر كبير عن مناطق الحروب الأخرى التي قام بتحليلها، وأضاف: “لقد قمنا بتحليل الدمار في مدن أخرى، ولكن حجم الدمار وسرعة حدوثه أمران مثيران للانتباه، لم أرَ هذا القدر من الدمار يظهر بهذه السرعة أبدًا”.